recent
اخر الاخبار

خلاف في إدارة بايدن حول غزة، يمتد الى وكالة الاستخبارات الأمريكية

خلاف في  إدارة بايدن حول غزة، يمتد الى وكالة الاستخبارات الأمريكية: ما دا يعني هدا؟


US intelligence agency
وكالة الاستخبارات الأمريكية


توتر الصراع بين إسرائيل وحماس يكشف عن انقسامات داخل إدارة جو بايدن حيال الشرق الأوسط، حيث امتدت تأثيرات النزاع لتشمل مؤسسات أميركية بارزة، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه"


وكانت مسؤولة كبيرة في الوكالة قد نشرت صورة تعبيرية لدعم فلسطين على "فيسبوك"، مما يظهر تباينًا في القرارات والمواقف الأميركية تجاه التوتر الحالي، وذلك بعد هجوم حماس المفاجئ في أكتوبر الماضي."


و يتساءل البعض عما إذا كان يجب تمديد الهدنة الحالية لتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار، بهدف تجنب أزمة إنسانية خطيرة لنحو 2.5 مليون فلسطيني داخل القطاع المحاصر. يتعاظم هذا الجدل في ظل استمرار التصعيد وحاجة ملحة للعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة."



"وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، قامت نائبة مدير وكالة المخابرات المركزية بقسم التحليل بتغيير صورة غلاف حسابها على فيسبوك، حيث اختارت صورة لرجل يرفع علم فلسطين، الذي يستخدم غالبًا في السياقات التي تنتقد إسرائيل.


 وقد اعتبر البعض أن هذه الخطوة تمثل تصرفًا غير عاديًا بالنسبة لمسؤول كبير في مجال الاستخبارات، حيث تُعد نشر صورة سياسية علنية على وسائل التواصل الاجتماعي تحولًا ملفتًا للنظر. 

يبرز هذا الفعل في سياق التوترات المستمرة حول السياسات الأمريكية تجاه النزاع في الشرق الأوسط، مع إلقاء الضوء على التشدد الرأيي داخل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي."


وقال عسكريون ومراقبون أمريكيون تواجه إدارة بايدن انقسامًا في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
 وهو انقسام يشمل ثلاث مؤسسات رسمية: وزارة الخارجية، ووكالة الاستخبارات المركزية، والبيت الأبيض نفسه. ورغم ذلك، يقللون في الوقت ذاته من تأثير هذا الانقسام، موضحين أن كافة المؤسسات تنفذ السياسات المعلنة للرئيس الأمريكي تجاه هذه الأزمة.
 يبرز هذا التحليل أهمية فهم التوازن بين الرؤى داخل الإدارة الأمريكية وتأثيرها على صياغة السياسات في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.


تفاصيل الحدت


فقد نشرت مسؤولة كبيرة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية صورة تضامناً مع الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن صحيفة 'فايننشال تايمز' أخفت اسمها خوفًا من تعرضها للخطر.

 تدل هده الحادتة على الانقسام داخل الإدارة الأمريكية حيال السياسات المتعلقة بالنزاع في قطاع غزة، حيث يثير هدا الانقسام في وجهات النظر تساؤلات كتيرة حول حرية المسؤولين الحكوميين في التعبير عن آرائهم الشخصية، وكيف يتم التعامل مع هذه القضايا في سياق الأمان الوطني والدبلوماسية.


تتجلى هذه الخطوة كمظهر إضافي لتعبيرها الشخصي عن دعمها للقضية الفلسطينية، وتزيد من التوتر حيال حرية التعبير في السياق السياسي والأمني.

و لم تستجب المسؤولة لمحاولات الوصول إليها عبر موقع "لينكد لن"، ولكن بعد تواصل يوم الإثنين، تم حذف الصور المؤيدة لفلسطين والمشاركات غير المتعلقة من العام ونصف العام الماضيين من صفحتها.

 يبرز هذا التطور التغير السريع في المواقف الرسمية أو الشخصية للمسؤولين الحكوميين، ويسلط الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الانتباه وتشكيل الرأي العام.


أعرب أربعة من المسؤولين السابقين في مجال المخابرات عن دهشتهم إزاء نشر أحد نواب المديرين المساعدين، الذين يقدمون تقاريرهم التحليلية، صورة على فيسبوك تكشف وجهات نظر سياسية حول قضية مثيرة للجدل.

 يسلط هذا التعبير على التحول اللافت في ثقافة السرية التي تحيط بأداء المسؤولين في مجال المخابرات، حيث يعكس النشاط العلني على وسائل التواصل الاجتماعي تحديات جديدة للحفاظ على حيادية واستقلالية المؤسسات الحكومية في سياق تزايد التوترات السياسية والاجتماعية.


وقد كانت المسؤولة في وكالة المخابرات المركزية في السابق مسؤولة عن إنتاج الموجز اليومي للرئيس، وهو تقرير يحتوي على معلومات استخباراتية سرية للغاية يتم تقديمها إلى الرئيس يوميًا.

أكدت وكالة المخابرات المركزية في بيان لها: "إن ضباط وكالة المخابرات المركزية يلتزمون بالموضوعية التحليلية، والتي تشكل جوهر عمل الوكالة.

ورغم أنه قد تكون لديهم وجهات نظر شخصية، إلا أن ذلك لا يؤثر على التزامهم، أو التزام وكالة المخابرات المركزية، بتقديم تحليل محايد وغير متحيز.
سبق أن قدّم جوش بول، مدير مكتب شؤون الكونغرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية للشؤون العامة بوزارة الخارجية الأميركية، الاستقالة، حيث كان يتولى التعامل مع عمليات نقل الأسلحة. قد رجع بول استقالته إلى عدم قدرته على دعم المزيد من المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، ووصف موقف واشنطن بأنه "رد فعل اندفاعي" قائم على "الإفلاس الفكري".

تم الكشف عن أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اعترف في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين بوزارة الخارجية بوجود خلافات داخل الوزارة بشأن النهج الذي تتبعه إدارة بايدن تجاه النزاع بين إسرائيل وحماس.


نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يشير إلى وجود اضطراب غير مسبوق في البيت الأبيض، حيث شهدت مجموعة من الموظفين، وبشكل خاص من الشباب، توترًا متزايدًا مع كبار مستشاري الرئيس جو بايدن نتيجة لتداعيات الحرب في قطاع غزة.


مادلالة دالك


أقر نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مايك ملروي، في حديث له، بوجود نوع من الانقسام في الإدارة الأمريكية حول الموقف من الحرب في قطاع غزة، لكنه أكد أنه قابل للحل ويمكن إحداث توافق في الآراء.

وأوضح "ملروي"، الذي عمل سابقًا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أنه على الرغم من وجود "اعتقاد قوي بأن إسرائيل يجب أن تسعى إلى تدمير قدرات حماس، إلا أن هناك قلقًا كبيرًا حول كيفية تنفيذ هذه الحرب، خاصة بعد تدمير أكثر من 50٪ من المباني في شمال غزة. ويُعتقد إلى حد كبير أن أنصار حماس متواجدون في الأنفاق".



أشار المسؤول الدفاعي السابق إلى وجود اعتراضات داخل وزارة الخارجية الأمريكية حيال سياسات الإدارة فيما يتعلق بحرب غزة، مؤكدًا أن هناك انقسامات داخل الحكومة، وعلى الرغم من أهمية وجود قدر من السياسة في إدارة الأمور، إلا أن الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة. بشكل عام، قال إن هذه الانقسامات قد تؤثر على تنفيذ السياسات، ولكن في النهاية، يقوم الرئيس بتحديد السياسة، وتنفذها الدولة ووزارة الدفاع وغيرها من المؤسسات.



بناءً على تجربته في وكالة الاستخبارات الأمريكية، أكد مايك ملروي في تعليقه حول نشر مسؤولة في الوكالة لصورة تؤيد فلسطين: "كانت تجربتي طوال فترة وجودي في وكالة الاستخبارات المركزية أنهم كمؤسسة كانوا غير سياسيين، حيث تنحصر مهمتهم في جمع المعلومات الاستخباراتية وإنتاج التحليل وتنفيذ عمليات سرية بناءً على توجيهات الرئيس الأمريكي." وأضاف أنه كانت تلك المؤسسة تسعى للحفاظ على محوريتها غير السياسية.

ملروي أكد أن العاملين في وكالة الاستخبارات كانوا ملتزمين بجمع المعلومات وإنتاج تحليل موضوعي، وكانوا يقومون بتنفيذ مهامهم بشكل سري وفقًا لتوجيهات الرئيس الأمريكي. وركز على أنه في حال رغب أحد العاملين في أن يكون لديه دور سياسي، يجب عليه الترشح للمناصب السياسية.

تجسد تلك الخبرة الفترة التي قضاها ملروي في وكالة الاستخبارات المركزية، حيث كانت الأولوية توجه نحو المهمة الرئيسية للوكالة، وهي جمع المعلومات وتحليلها بعيدًا عن الانحياز السياسي.


الأمان القومي يأتي في المقام الأول


الخبيرة الأميركية إيرينا تسوكرمان، المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أكدت في احد تصريحاتها أنه من الواجب على مسؤولي وكالة المخابرات المركزية أن يولوا الولاء في المقام الأول لمصالح الأمان القومي الأميركي، وألا يكون لديهم أجندات شخصية.

وأوضحت تسوكرمان أنه عندما يظهر ضباط المخابرات دعمًا لمنظمة مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، يعتبر ذلك انتهاكًا للواجب الدستوري الذي يفرض حماية الرئيس ومصالحه. وشددت على أن من غير الملائم لضباط المخابرات الكشف علنًا عن أجندة شخصية، حيث يتعرضون بذلك للخطر ويعرضون وكالتهم وزملائهم ووظائفهم للتهديد.



في الختام، يبرز الجدل داخل إدارة الولايات المتحدة حيال الصراع في غزة، وتظهر الانقسامات في مؤسسات مختلفة، بدءًا من وزارة الخارجية وصولاً إلى وكالة المخابرات المركزية. 

يشير الخبراء إلى أهمية أن يكون ولاء مسؤولي الأمان القومي أمرًا أولويًا، مع التأكيد على ضرورة عدم التعبير العلني عن آراء سياسية تخالف المواقف الرسمية. 

يظهر هذا الجدل التوازن الحساس الذي يتعين على المسؤولين الأمريكيين الحفاظ عليه بين حقوق الفرد في التعبير وبين الالتزام بمصالح الأمان القومي.


google-playkhamsatmostaqltradent Update cookies preferences